في ثنايا حديثنا عن الماضي السحيق نذرف العبرات عليه وكأننا عشناه ونشعر بحلاوته ومرارته وكابدنا فيه الأمرين لكننا لا نعرف من الماضي الا قصصًا صاغها الأولون من أهلنا عرفو كيف يجيشون عواطفنا حتى بتنا نكره مستقبلنا بل وحتى أيامنا الحاضرة التي نعيش فيها صرنا نردد تلك القصص التي نندم أننا لم نعش تفاصيلها نعم نندم أننا لم نتعب ولم نجوع ولم نقتل بعضنا بعض من أجل لقمة العيش هكذا كانت حياتهم لكنهم روائيون بارعون.
يا ترى ماذا يفضل أجدادنا هل يفضلون ما نعيش فيه من نعمة ورغد عيش مع ما نعيشه من تنافر بيننا كبشر أم تراهم يفضلون الجوع مع التقارب والتكاتف ربما لم نشعر بالجوع منذ نعومة أظافرنا لكننا نشعر بالوحدة والمؤامرة نشعر بالحقد على بعضنا والحسد فيما بيننا ذهب ذلك الترابط الذي كان يشبعهم وتركنا جوعا رغم شبعنا.
كانوا كالجسد الواحد اذا فرح أحدهم فرحوا كلهم واذا حزن أحدهم تراهم جميعا يحزنون،لا أعلم هل أصبحت كبراعتهم في الرواية ولكني أغبطهم على حياتهم حينما غذوا أرواحهم على الرغم من
جوع أجسادهم.